ورقة علمية بعنوان التنمية البشرية من منظور الفقه الإسلامية
التنمية البشرية من منظور الفقه الإسلامية
الباحث : عطية عبدالله الباحوث الغامدي
تنزيل الورقة العلمية بصيغة PDF
تنزيل الورقة العلمية بصيغة وورد
الباحوث، عطية بن عبدالله: التنمية البشرية من منظور الفقه الإسلامية .المؤتمر الدولي للدراسات الفقهية والشرعية. عمان : الأردن. ٢٠١٨
مستخلص البحث باللغة العربية :
النمو يفهم منه والزيادة وهو موجود في كل كائن قابل للنمو وهو موجود بالزيادة في الخير والشر والترغيب فيه من ناحية الخير وممنوع منه من ناحية الشر , وتغير الحال هو سمة النمو وهذا يشمل تغير الحال مادياً أو معنويا وهذا له ارتباط بالسببية وله أصول مجذرة في الفقه الإسلامي يشهد له الكثير من نصوص الوحيين الكتاب والسنة .
والإنسان له صفة النمو منذ خلقه حتى مماته بل قد يزاد له في الخير بعد موته فهي تنمية متصلة حتى يلقى ربه , والتنمية في الإنسان ليس لها معنى إن لم تمس الجانب المعنوي والجانب المادية لكمال الترابط بينهما بما يخلق جو من الانسجام بين الجسد والروح , والإنسان في حياته الخاصة والعامة إما في زيادة ونمو وإما في نقص وتراجع .
وإذا أمعنا النظر نجد أن الفقه الإسلامي يرعى في الإنسان جوانب النمو بشيء من التنظيم والمقاصد التي توصل هذه الجوانب إلى مستوى الحياة الطيبة , ومن ذلك يراعي في البشر الجوانب القابلة للنمو كالجانب الجسدي والجانب الروحي والجانب الاقتصادي , وما هذه المراعاة إلا لعميق أثرها على مستوى الفرد والمجتمع والدول .
وهنا مرتكز من أعظم المرتكزات التي يجب مراعاتها عند صناعة الخطط التنموية والمتعلقة خاصة بالموارد البشرية وهي : أن البشر لهم ثوابت لا يمكن ولا يقبل أصلاً تغييرها بحيث يصبح الإنسان مسخاً لا يعرف أن يحط قدمه , كما أن هناك متغيرات هي وسائل داعمة للثوابت تتحرك بحركة الزمان والمكان والحال .
ــ والفقه الإسلامي مؤسس التنمية البشرية بحق لشمولية توجيهاته ودقة تنظيماته ومراعاته لكل جوانب حياته , فهو ينظر بعين الحاضر كما ينظر بعين المستقبل ليصنع نوع من التركيب الشامل للتنمية بعيداً عن الغلو والإسراف والتفريط أو الإفراط .
ـ والمفاهيم والقواعد العامة للتنمية البشرية لا تجد منها قاعدة إلا وللفقه الإسلامي دور تنظيمي تأصيلي ودور تنفيذي واقعي ودور تقويمي تطويري , فالتنمية البشرية مولدة التنميات الأخرى بما أعطى الله البشر من سمات والقدرات فهو قادر على الضبط بالأحكام وقادر على التغيير بما يملك من مهارات واستعداد وقادر على التقييم والتقويم بما حبته الله من العلم والفكر ، وقادر على التنظيم وتغيير الخطط بما يحقق أعلى درجات الإنتاج .
وعلى العموم الفقه الإسلامي لديه ما يحتاجه البشر لتكوين حضارات تسعد البشر كلهم جميعاً وهذه تمثل عالمية الرسالة التي أتى بها النبي صلى الله عليه وسلم .
مستخلص البحث باللغة الإنجليزية :
Abstract
Development induces growth which is found in every being susceptible to develop in either side good or evil with encouragement to grow in the good side and prohibited in the bad side. Status change is a characteristic of development including materialistic or non-materialistic change. This is linked to negativity and has deep roots in Islamic Jurisprudence as authenticated by proofs from the Two Revelations, Quran and Sunnah.
A human being has a development quality to him/her from his conception until his/her death. A human might even continue developing after his death in terms of good deeds in a contiguous ascension until that human meets his Creator. Development is meaningless for the human being if it does not include the spiritual and non-materialistic side, for both sides are connected in harmony as the body is connected to the soul. The human in his private and public life is either developing and growing or declining and loosing.
Careful examination reveals that Islamic Jurisprudence attends to the development aspects of the human being in an organized manner to those aspects’ outcomes to the level of a good life. That leads to attention to the aspects that are ready to development in humans like the bodily, spiritual and economic. This attention is due to the deep impact of development on the level of the individual, society and nations.
Here is one of the greatest pillars to attend to in designing development plans especially when it is related to human resources which is that humans have non-negotiable constant beliefs even becoming a monster that does not know how walk. Also, there are variables that are supportive to those constants shifting with time, space and state continuum.
Islamic Jurisprudence is the true founder of human development for its holistic guidance and detailed organization and its attention to all aspects of life.
In general concepts and rules of human development one cannot find a rule without an original organizational and administrative contribution from Islamic Jurisprudence alongside a realistic executive and corrective approach. Human development is a source for other types of development due to the human capabilities that are able to administer with adherence to rules and capable to change with human innate skills. Humans are also able to assess and correct using logic and reasoning in a high productivity planning and re-planning.
In general, Islamic Jurisprudence has what humans need to establish civilizations that assures the welfare to all humans illustrating the globalization quality. of the message of the Prophet Peace Be Upon Him.
المقدمة :
الموارد البشرية روح التنمية وهي مرتكز الخلافة التي أرادها الله على الأرض قال تعالى : (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) [1] , فالله سبحانه وتعالى قد علم بما أودع في هذا الكائن من إمكانيات الخلافة في الأرض .
ــ والتنمية البشرية العمود الفقري للتنمية المتكاملة بل أن كل أنواع التنمية إذا لم تصب في صالح الموارد البشرية فهي بالتأكيد تنمية فاسدة لأنه هو الهدف وهو الوسيلة في ذات الوقت , ولذا إذا أردنا بحق تكوين تنمية نسعد بها يجب أن يكون لدينا تنمية بشرية حقيقة من حيث التجهيز وواقعية من حيث التنفيذ فالتلازم بين التنمية البشرية والتنمية المتكاملة تلازم انسجام وتكامل .
ـ وقد تطور علم التنمية البشرية تطورا غير مسبوق في الوقت الحاضر حتى أصبح له منظرين على مستوى العالم وهذا أمر طبيعي لأن البشر طبيعتهم حب الجديد والاكتشاف وإن من أعظم ما يكتشفه ما يتعلق بنفسه لأن عن طريقه يمكن ان يصل إلى أعلى درجات الحياة السعيدة , وقد خاض أهل التنمية في هذا المجال وأصلوا وفرعوا لكي يجعلوا لهذا العلم واقعاً ملموساً وقد أصابوا في جوانب ولا شك أنهم أخفقوا في مجالات عديدة ومن ثم كان الطرح غير مناسب .
ـ ومن هنا أقول وبكل وضوح بعد إطلاع لأهم كتب وحلقات أهل التدريب وجدتهم يستقون أفكارهم من انتاج البشر المحض وليس لهم صلة حقيقية بتعليمات رب البشر وعلى هذا لا تجد هناك نص من القرآن والسنة أو أقوال أهل العلم وهذا الكلام موجه لأهل الإسلام خاصة وتنبيه لغيرهم بصورة عامة , ومن منهم يستشهد يكون هذا الاستشهاد على الاستحياء أو في موضعه الغير صحيح .
من خلال ما سبق وبعد الاطلاع على المفاهيم العامة والقواعد للتنمية البشرية ثم العكوف على الفقه الإسلامي مع محاولة الربط بين القاعدة والدليل من الشريعة مستعيناً بالله ثم بعض من كتب في هذا السياق مع قلتها وجدت أن للفقه الإسلامي الباع الطويل والرؤية العميقة لكل جوانب التنمية بل أكاد أجزم أن فيه ما القضايا المتعلقة بالتنمية بكل صورها ما لم يطلع عليه أهل التنمية بشكل واضح ودقيق , ومن هنا وضعت هذا المبحث القصير ليكون نواة لطلبة العلم والعلماء من أهل الشريعة وأهل الاختصاص في التنمية لينطلق الجميع في بحث أوسع وانفع ليس للمسلمين فقط بل للعالم أجمع .
صعوبة البحث :
صعوبة البحث يكمن في عدم وجود دراسات تؤصل هذا العلم بشكل عملي على الواقع بمعنى أنه لا يوجد منهج عملي فقهي يتحدث بلغة التنمية العصرية ويترجم ذلك إلى إمكانية التطبيق على الواقع ولكي تتضح الصعوبة لا يوجد برنامج يضم كل فئات التنمية بما فيهم أصحاب التخصص الفقهي لكي يضمنوا خطط التنمية ما لديه من الرؤية الفقهية ولذا عند قراءة للتنمية لا تجد الحس الفقهي موجود فيها بشكل واضح ومؤثر .
أسباب اختيار الموضوع :
يمكن أن أجمل أسباب اختيار الموضوع في نقاط هي :
1ـ عدم التأصيل الفقهي للتنمية البشرية .
2ـ وجود العديد من المسائل الفقهية التي تعبر عن التنمية بكل أشكالها بصورة دقيقة وواضحة .
3ـ غياب الخطاب الشرعي من نصوص الكثير من برامج التنمية .
4ـ سوء استخدام المصطلحات الشرعية من قبل مدربي التنمية .
هيكل البحث :
التنمية البشرية لتصورها نحتاج أن نطرقها من الأصالة إلى الفروع فكان عدة مباحث هي :
أولاً : مفهوم النمو .
ثانياً : علاقة النمو بالبشر .
ثالثاً : الجوانب المختلفة القابلة للنمو عند البشر .
رابعاً : الثوابت والمتغيرات عند البشر .
خامساً : الفقه الإسلامي يؤسس التنمية البشرية .
سادساً : المفاهيم والقواعد العامة للتنمية البشرية .
مادة البحث
أولاً : مفهوم النمو .
النمو في اللغة : ( من النماء أي الزيادة ) [2] ( وجاء في مادة ( نما ) في المعجم الوسيط : نما الشيء نماء ونموا زاد وكثر يقال نما الزرع ونما الولد ونما المال ويقال هو ينمو إلى الحسب ونما الخضاب في اليد أو الشعر ازداد حمرة وسوادا والحديث أسنده ونقله على وجه الإصلاح) [3] . فالنمو انتقال من حال إلى حال أو زيادة في الأصل وتكاثر ففي الحديث عن فضالة بن عبيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كلُّ ميِّتٍ يُختَمُ على عملِهِ إلَّا الَّذي ماتَ مرابطًا في سبيلِ اللهِ فإنَّهُ ينمي لَهُ عملُهُ إلى يومِ القيامةِ، ويأمنُ فتنةِ القبرِ، وسمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يقولُ: المجاهدُ من جاهدَ نفسَه) [4] قال صاحب التحفة : ( الإنماء أي يزاد عمله بأن يصل إليه كل لحظة أجر جديد ) [5] فالزيادة والنمو قد تكون في الجانب المعنوي وقد تكون في الجانب المادي قال تعالى : (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) [6] , وهذا معنى النمو الذي يحدث بسببه التغير .
وقد يكون النمو في الخير ففي حديث أم كلثوم بنت عقبة أنها سَمِعْت رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول : ( ليس الكَذَّابُ الذي يُصلِحُ بينَ الناسِ، فَيَنمي خَيرًا، أو يقولُ خَيرًا )[7], قال في الفتح : (قَوْلُهُ فَيَنْمِي بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَكَسْرِ الْمِيمِ أَيْ يُبَلِّغُ تَقُولُ نَمَيْتُ الْحَدِيثَ أَنْمِيهِ إِذَا بَلَّغْتُهُ عَلَى وَجْهِ الْإِصْلَاحِ وَطَلَبِ الْخَيْرِ فَإِذَا بَلَّغْتَهُ عَلَى وَجْهِ الْإِفْسَادِ وَالنَّمِيمَةِ قُلْتَ نَمَّيْتُهُ بِالتَّشْدِيدِ كَذَا قَالَهُ الْجُمْهُورُ) [8] , وعلى هذا يمكن أن يكون النمو يحمل القواعد التالية لمفهومه :
ــ النمو يعني الزيادة وتغير الحال .
ــ يمكن أن يكون النمو في الخير كما يمكن أن يكون في الشر .
ــ النمو يمكن أن يكون في الجانب المادي ويمكن أن يكون في الجانب المعنوي .
ــ النمو مصطلح له أصول في الفقه الإسلامي فيجعل منه وسيلة لتغير الحال .
ــ النمو له ارتباط بالسببية فلا يمكن أن يكون هناك نمو إلا بعد طرح وسائله .
ثانياً : علاقة النمو بالبشر .
إذا اعتبرنا النمو بمعنى الزيادة فإن الإنسان يخلق من ضعف ثم يزداد قال تعالى : (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ) [9] ، فالإنسان مراحل مرحلة يأتي بعدها أخرى سنة الله في عباده , والزيادة في البشر لها ولذا عندما (أتي عمر بًامرأة قد فجرت فأمر برجمها فمر علي رضي الله عنه فأخذها فخلى سبيلها فأخبر عمر قال ادعوا لي عليا فجاء علي رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين لقد علمت أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال رفع القلم عن ثلاثة عن الصبي حتى يبلغ وعن النائم حتى يستيقظ وعن المعتوه حتى يبرأ وإن هذه معتوهة بني فلان لعل الذي أتاها وهي في بلائها قال فقال عمر لا أدري فقال علي عليه السلام وأنا لا أدري) [10], فالبشر في أحوال يضعف فيه التفكير إما لمرض أو لعارض وعندها يحتاج لكي يحاسب على تصرفاته إلى إعادة الذهن بصورته الطبيعية ، وعليه فالنمو قد يعرض عليه من العوارض ما يجعل الشخص غير أهل للتكليف .
ـ وعلاقة النمو بالبشر علاقة الروح مع الجسد فكما أن الجوانب المادية من لحم وعظم وعصب يزاد وينمو فكذلك الروح لها زيادة ونمو قال تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ) [11] وفي معنى هذه الآية قيل : ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّى نَفْسَهُ بِعَمَلٍ صَالِحٍ وقيل مَنْ عَمِلَ خَيْرًا زَكَّاهَا بِطَاعَةِ اللَّهِ وقيل قَالُوا: مَنْ أَصْلَحَهَا) [12] , فالنفس البشرية لها غذاء روحاني يجعلها تنمو وتزداد وذلك بالعلم النافع والعمل الصالح .
ــ ولنعلم أنه من أعجب أمر البشر أنه لا يوجد في حياته توقف بل هناك تغير مستمر بالزيادة او النقص وقد أشار القرآن إلى ذلك بوضوح تام قال تعالى : (لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ) [13], فإذن لا توقف إما نتقدم بعمل خير صالح أو نتأخر بعمل فاسد غير مقبول عند الله , وعلى هذا نورد الحقائق التالية حول هذه العلاقة :
ــ النمو مرتبط بالزيادة سواء في الخير أو الشر .
ــ النمو الروحي لا يقل أهمية إن لم يكن هو الأهم على الإطلاق من الناحية المادية .
ــ هناك تلازم بين البشر والنمو لا ينفك قد لا ينفك حتى بعد الموت فقد يزاد في حسنات الرجل بعد موته بسبب ولد صالح يدعو له أو صدقة جارية .
ثالثاً : الجوانب المختلفة القابلة للنمو عند البشر .
البشر لهم عدة جوانب في حياته يسعون تركيزاً إلى تنمية ثلاثة منه على وجه الخصوص وهي :
ــ الجانب الجسدي .
ــ الجانب الروحي .
ــ الجانب الاقتصادي .
ــ فالجانب الجسدي : أشار الله إليه في معرض الاختيار والاصطفاء قال تعالى : (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) [14] ، فالقوة البدنية لها أهميتها لأنها هنا في معرض قتال ومقاومة الأعداء جسدياً وهذا الجانب قابل للنمو ولذا كانت الإشارة إليه في الآية , وقد قال صلى الله عليه وسلم : (المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللَّهِ منَ المؤمنِ الضَّعيفِ ، وفي كلٍّ خيرٌ ... )[15] , وهذا وبلا شك يدخل فيه قوة الجسد فالجسد القوي من حيث البنية أقدر على القيام بطاعة الله من قيام وصيام وجهاداً فالإسلام وبالأخص الفقه يقف مع هذا الاتجاه ولذا تقوية البدن بما يمكن من إقامة طاعة الله على الوجوب ولا شك .
ــ الجانب الروحي : الروح هي الأصل والجسد تبع لها وفساد الأجساد أمر يكون فيه مع الاحتساب الأجر قال صلى الله عليه وسلم : (ما مِن مصيبةٍ تصيبُ المسلِمَ إلَّا كفَّرَ اللَّهُ بِها عنهُ ، حتَّى الشَّوكةِ يُشاكُها )[16] فهذا الفساد إن لم يدخله الإنسان على نفسه فهو مأجور , وأما فساد الروح بما تحمله من معتقدات فاسده فهو الهلكة في الدنيا والأخرة قال تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ) [17], ومن هنا فتنمية الروح لتترقى في طاعة الله هو المقصود من وجود الناس في هذه الحياة قال تعالى : (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) , فضمن الله من نمت روحه لتقترب من الحق بالإيمان والعمل الصالح سعادة الدنيا بالحياة الطيبة والجزاء الوافي من الله مع تقصير الإنسان , ولذا يوم الحساب نتاج الروح الطيبة هو المنجي عند الله .
الجانب الاقتصادي : حياة الناس من حيث الكفاف المادي تجعلهم أكثر عطاء وقد أمر الله تعالى بالسعي في الأرض لحدوث ذلك قال تعالى : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ) [18], فالمشي نوع من النمو الاقتصادي يوسع مجالاته ليصبح في بعض صورة نشاط عالمي , والنمو الاقتصادي يجعل من المسلم صاحب عزة وكرامة وقوة قال صلى الله عليه وسلم : (لأن يَحتطبَ أحدُكم حُزمَةً على ظهرِه ، خيرٌ من أن يَسألَ أَحَدًا ، فيُعطيَه أو يمنعَه) [19]، فممارسة المهنة من أجل إحداث نمو اقتصادي على مستوى الفرد عين الطلب الفقهي , ولذا حرمان الفئة العاطلة عن العمل مع القدرة عليه وفتح المجال عنه نوع من الواجب التعزيري لكي نطرد الكسل الذي أصاب الأمة في صميم قوتها .
ـ وعليه النمو الجسدي يحقق النمو الاقتصادي ولا شك للفرد وبما يحمل من عبودية العمل والاحتساب عند الله ينمو روحياً فتكامل هذه الثلاث تصنع الإنسان المعطاء والذي يستفاد منه في كل مجالات الحياة .
رابعاً : الثوابت والمتغيرات عند البشر .
في حياة الإنسان ثوابت لا يجب أن تتغير قال تعالى : (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ) [20] , فهناك الإيمان بالله واليوم الآخر وقواعد ومقاصد الشريعة الكبرى كحفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال لا يمكن أن يسمح فيها بالتغيير الذي يسقطها , لأنه بها يستطيع أن يدرك الحياة الطيبة في الدنيا والفوز يوم القيامة , وكما قيل : (( ليس في المبادئ أنصاف حلول ) [21]، فلا يمكن أن ينتقل إلى الإنسان إلى بديل عنها وأنا قصدت أنها ثوابت أي لزوم وجود أصلها ثم تنمى بالعلم النافع والعمل الصالح .
وما كان متغيراً بتغير الزمان والمكان والأحوال فالشرع أتى به على صورة الإجمال وترك للاجتهاد فيه مجال لأنه راجع إلى الأعراف والعادات ، مثال : مهر المرأة أصله أتى بصورة مجملة دون بيان لكميته قال تعالى : (وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا ۚ أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا ) [22]فذكر القنطار على وجه المكاثرة لا التحديد فهو راجع للعرف والمكان والزمان والأحوال يجتهد فيه العلماء بما فيه مصلحة لكلا الزوجين .
ــ ولذا عندما يقوم أهل الاختصاص بوضع تنمية يجب عليهم مراعات ما هو ثابت وما هو متغير حتى لا يتم المصادمة مع عقائد الناس ومبادئهم فيكون بدلاً من التنمية الصراع والمنافسة التي قد تصل إلى الفساد .
خامساً : الفقه الإسلامي يؤسس التنمية البشرية .
التنمية البشرية : :( إعداد العنصر البشري إعداداً صحيحاً بما يتفق واحتياجات المجتمع على أساس أنه بزيادة معرفة وقدرة الإنسان يزداد ويتطور استغلاله للمواد الطبيعية فضلاً عن زيادة طاقاته وجهوده ) [23]
التنمية البشرية من أهم مخرجاتها قوة عاملة قادرة على صنع اكتفاء ذاتي لمتطلبات سوق العمل ، فيصنع لهؤلاء العمال تنظيمات مصغرة تديرهم بما يضمن لهم الاستمرار في الجانبين : المهاري ، والجانب التطويري . والمنظمة كلما حددت أعمالها كان لها أكمل الأثر . وقد أسس الفقه الإسلامي لحدوث هذا النتاج على أكمل صوره عدة مبادئ ومن ذلك واكتفي به وهو غرس المبادئ والقيم يصور هذا المعنى قوله تعالى : (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ) [24] ــ قال السايس : (وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ، الإدلاء مأخوذ من أدلى الدلو إذا أرسلها في البئر للاستسقاء. وهو يشمل وجهين: تقديم الأموال رشوة للحكام، ليقضوا لهم بأكل أموال الناس بالإثم
ـ وفي المعنى الثاني- وهو رفع الأموال للحاكم ليقضي فيها ارتكانا على الحجة الداحضة)[25] فلا يجوز لأحد أن يستولي على مال الغير أو يتعدى فيه ولو كان ذلك بحكم حاكم قال صلى الله عليه وسلم : (إنكم تختصمون إليّ ولعل بعضَكم أن يكونَ ألحن بحجّتِه من بعضٍ ، وإنما أقضي بنحو مما أسمعُ ، فمن قضيتُ له من حقِّ أخيه شيئًا فلا يأخذْه ، فإنما أقطعُ له قطعةً من النارِ ) [26], وهذا فيه مرتكز العلاقات في التنمية البشرية فلا يمكن أن ندعي أن هناك تنمية بشرية حقيقية مع خلو أفرادها من المبادئ والقيم وأخطرها وأعظمها الحقوق المالية والمعنوية فلا يمكن أن ينهش كل فرد في مال أخيه ويتحايل عليه لأخذ ماله مستعيناً بالسلطات المختلفة وننتظر تنمية تنهض بالبلد إلى تنمية متكاملة .
ــ فالفقه الإسلامي له نظرة دقيقة لحركة التطور سواء على مستوى الفرد أو على مستوى الجماعات بما يحقق الانسجام بين الأفراد والجماعات .
سادساً : المفاهيم والقواعد العامة للتنمية البشرية .
البشر يشكلون العنصر الأساسي على الأرض وقد (اتضحت حقيقة أساسية وهي الأهمية القصوى للعنصر البشري باعتباره الوسيلة الفعالة والمصدر الحقيقي لإنجاز أي تطور أو ابتكار في أساليب العمل والانتاج ) [27], لو أردنا أن نعطي المفاهيم العامة التنمية البشرية نستطيع أن نوردها هنا في نقاط تتميز بالاختصار والدقة فمن ذلك :
أولاً : التنمية البشرية داعمة ومولدة لكل أنواع التنمية : فمثلاً التنمية الاقتصادية لكي تسلك المسلك الصحيح يجب أن يديرها أناس يملكن من الصلاح الشيء الوافر وإذا حدث فساد يتم تعديله بأسلوب نراه في الفقه الإسلامي واضح بين فب باب الخيار فتعريف الخيار: (( حق العاقد في فسخ العقد أو إمضائه ، لظهور مسوغ شرعي أو بمقتضى اتفاق عقدي )) [28] , فمن يقوم بتلاعب اقتصادي أيا كان نوعه يقوم الفقه بتعديل هذا السلوك لصالح التنمية العامة فإن أعظم فساد تواجه التنمية المتكاملة فساد مديريها من البشر ولذا قال صلى الله عليه وسلم : (البَيِّعَانِ بالخيارِ ما لم يتفرَّقَا ، أو قال : حتى يتفرَّقَا ، فإن صَدَقَا وبَيَّنَا بُورِكَ لهما في بَيْعِهِما ، وإنْ كَتَمَا وكَذَّبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بيَعْهِمَا ) [29] , والبركة هنا عامة لتشمل جميع مرتكزات التنمية .
ثانياً : التنمية البشرية مؤهلة لتقوم بالتغيير : ( فالمورد الوحيد الذي يتمتع بميزة العقل والقدرة والتفكير .. وهذا ما يؤهله لاكتساب مهارات وكفاءات ..)) [30] قال تعالى : ((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا )) [31] قال الرازي[32] في تفسيره مبيناً أوجه التكريم لجنس الإنسان : ( ذكر الله تعالى في هذه الآية أربعة أنواع من أوجه التفضيل للإنسان على غيره : الأول : أن النفس الإنسانية مختصة بالقوة العاقلة المدركة لحقائق الأشياء .. الثاني أن الله سخر له ما في الأرض فهو كالرئيس المتبوع والملك المطاع وكل ما سواه فهو رعيته وتبع له . الثالث : أن الإنسان يتغذى بألطف أنواع الغذاء وأشرفه بعد التنقية التامة والطبخ الكامل والنضج وذلك مما لا يحصل إلا للإنسان ... الرابع : أن الله كرمه ثم فضله فالتكريم بما سبق والتفضيل أنه عُرضة بواسطة ذلك العقل والفهم لاكتساب العقائد الحقه والأخلاق الفاضلة ..)) [33] .
فالتنمية البشرية والذي عمادها المورد البشري يمكن إجمال دروه في هذا الباب :
المورد البشري إذن قادر على التغيير لما يملك من : 1ـ حبة الفطري وتطلعه لكل جديد ومفيد .
2ـ لديه شعور بضرورة صناعة المستقبل أفضل .3ـ لديه رؤية لحل الأزمات قبل أن تقع وبذا تخف وطئتها . 4ـ التغيير في نظره كاسر للروتين والنمطية المتبلدة .
ثالثا: التنمية البشرية ممثلة في المورد البشري لديه قدرة على التقويم والتعديل بما يملك من :1ـ فكر قادر على الابتكار والإتيان بالجديد .2ـ قدرة على استغلال الموارد المختلفة من الطبيعة .3ـ قدرة على التكيف في أقسى أنواع الظروف . 4ـ تقديره العميق للموهبة والعبقرية . وأعظم ما يمثل هذا المبدأ قوله تعالى : (((إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ) [34] , ولو دقننا النظر وزدنا في التأمل على أسس علمية منصوص عليها لوجدنا هذا القانون العجيب في حياة البشر والسر في التقدم والتطوير والانتاج موجود في هذه الآية وهو مما تحتمله الآية تفسيراً بأن يقال أن التغيير اتجاهه من الداخل إلى الخارج فلن يكون هناك أيدي منتجه في الخارج ما لم يكن هناك قناعات في الداخل ولذا نحتاج أن نغير في المورد البشري من الداخل لنحصل على النتاج المطلوب في الخارج ، ومما يؤيد هذا قابلية كثير من الناس بل وحبة للتجديد والتغيير ولذا الإسلام عندما بنى دولته الإسلامية في المدينة كان التغيير على مستوى الداخل عظيمة فكان النتاج أعظم .
رابعاً : التنمية البشرية مخططة ومنظمة ومنتجة لما يملك من : 1ـ قوة عملية مع الثقة قد تفوق الآلة . 2ـ قدرة على التخطيط بشكل يرفع من الانتاج .3ـ قدرة على التنويع في الانتاج بما يلبي أكبر شريحة من المستهلكين . 4ـ الشعور أن الانتاج يحسن الحياة العامة ويحل الكثير من أزمات المجتمع . وأعظم نظام وتخطيط لكي يحى البشر في أمن وسلام اتباع أمر الله واجتناب نهيه قال تعالى : ((فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))[35] ، وهنا المورد البشري إذا أراد أن يكون له نتاج حقيقي يجب أن يتسلح بالعلم المتين والمعتقد الصحيح لكي يكون التنظيم والتخطيط مما يحقق الحياة الكريمة وعليه يكون النتاج مما يقرب الإنسان من الله .
ــ وهنا أشير إلى أنه ( ينبغي التميز بين مصطلحي النمو والتنمية ، فالنمو معناه التطور التلقائي الذي عادة ما يكون تطورا طبيعيا دون تدخل من الدولة أو المجتمع ، بينما يحيل مصطلح التنمية إلى تلك العمليات المخططة التي تسعى إلى تحقيق النمو بصورة سريعة وخطط محددة ) [36] , والفقه الإسلامية يسعى لتحقيق الشمولية والتكامل بين الفرد والمجتمع والدولة فخطط الدولة تنتهي إلى الفرد وبذل الفرد ينتهي إلى مصالح الدولة فهي عملية مستمرة فمثلاً شعور الفرد بالمسئولية وإن لم يستفد هو مباشرة يوضحه حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنْ قامَتِ السَّاعةُ وفي يدِ أحدِكُم فَسيلةً فإنِ استَطاعَ أن لا تَقومَ حتَّى يغرِسَها فلْيغرِسْها )[37] . قال المناوي[38]: " قوله ( فليغرسها ) ندبا وَأَرَادَ بِقِيَام السَّاعَة أماراتها بِدَلِيل حَدِيث إِذا سمع أحدكُم بالدجال وَفِي يَده فسيلة فليغرسها فَإِن للنَّاس عَيْشًا بعد ومقصوده الْأَمر بالغرس لمن يَجِيء بعدو وَإِن ظَهرت الأشراط وَلم يبْق من الدُّنْيَا إِلَّا الْقَلِيل" [39] . فهذا حث على عمارة الأرض ولو كان في أقسى الظروف ليبقى الانتاج لمن يأتي من الأجيال فالعنصر البشري الصالح معطاء يبذل لغيره كما بُذل له ، فأنت تأكل من غرس غيرك وغيرك يأكل من غرسك ،وهذا مبدأ الشراكة بين الجنس البشري من أجل اكتمال الإعمار في أرجاء الأرض ، فهناك من يبذل ويجهد من أجل اكتشاف وقد يموت ولم يستفد هو من جهده لكنه سعيد أن غيره بالعشرات وربما الملايين سوف يستفيدون من هذا الجهد , فالتكامل يسعى إليه الإسلام لأنه هو الطريق الوحيد للوصل إلى الغيات النبيلة والحياة الطيبة الكريمة .
التوصيات :
وبعد هذا أعطي بعض التوصيات والتي قد يكون لها الأثر في التنمية البشرية ومن ذلك وفي نقاط :
1ـ إقامة متلقيات هادئة بين علماء الشريعة وعلماء التنمية ليبن بعض الإشكالات التي تجعلهما يتقاطعان ولا يتوازيان .
2ـ الاجتهاد الفقهي يجب أن يتحرك نحو المواضيع الحساسة وذات الانتشار العالمي بقوة وبسرعة ليحقق له وجود في المحافل ومن ذلك التنمية البشرية .
3ـ التواصل العلمي على مستوى قنوات التواصل بين العلماء قد يسهل كثير من العقبات نحو انسجام بين التنمية البشرية والمسائل الفقهية .
4ـ تقديم أوراق علمية وندوات معرفية تأصيلية حول موضوع التنمية بهدف البيان الصحيح للقواعد الصحيحة للتنمية والأمور الفاسدة فيها .
5ـ صنع نماذج متكاملة للتنمية تحوي التأصيل الشرعي والعلم التطبيقي العملي الذي لا يخالف الشرع والرؤية المستقبلية للجيل بحيث نحصل على شمولية الطرح من كل أطياف المجتمع سواء كانوا علماء شريعة أو علماء اجتماع أو ساسة .
المراجع
1ـ إدارة الموارد البشرية ــ علي السلمي ـ الطبعة الثانية ــ دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع ــ القاهرة ــ مصر ( 1417هـ ــ 1997م) .
2ـ الأعلام : خير الدين الزركلي ، دار العلم للملايين ـ بيروت ـ الطبعة العاشرة 1992م .
3ـ تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي : محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري أبو العلا ، الطبعة الثاني الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت(1421ــ 2000م) .
ـ4ـ تفسير آيات الأحكام المؤلف: محمد علي السايس الأستاذ بالأزهر الشريف المحقق: ناجي سويدان الناشر: المكتبة العصرية للطباعة والنشرتاريخ النشر: 01/10/2002
5ــ تفسير الطبري ـ محمد بن جرير أبو جعفر الطبري ــ تحقيق : عبدالله التركي ــ الطبعة الأولى ــ دار هجر ــ القاهرة ــ مصر ـ (1422هـ ــ 2001م) .
6ـ تفسير الفخر الرازي المشتهر بالتفسير الكبير ومفاتيح الغيب ــ محمد الرازي فخر الدين / الطبعة الأولى / دار الفكر ـ بيروت ـ لبنان / 1425هـ 2005م .
7ـــ التنمية في الإسلام مفاهيم مناهج وتطبيقات ــ د: إبراهيم العسل ــ الطبعة الأولى ــ المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ــ بيروت ـ لبنان (1416هـ ــ 1996م ) .
8ــ تنمية الموارد البشرية وأهميتها في تحسين الإنتاجية وتحقيق الميزة التنافسية ـ بارك نعيمة ــ ورقة علمية نشرت في مجلة اقتصاديات شمال أفريقيا ــ العدد السابع ـ الجزائر .
9ــ التيسير بشرح الجامع الصغير : محمد عبد الرؤف بن تاج العارفين بن علي المناوي مكتبة الإمام الشافعي - الرياض - 1408هـ - 1988م الطبعة الثالثة .
10ــ دور استراتيجية تفعيل الموارد البشرية في تحسين أداء المؤسسة الاقتصادية ( رسالة ماجستير للطالب : مغريش عبدالكريم / الجمهورية الجزائرية (جامعة مشوري قسطنطينية ) / سنة جامعية (2011م ــ 2012م)
11ـ سير أعلام النبلاء : الذهبي ( ت 748هـ ) تحقيق صالح السر/ الطبعة الحادية عشر / مؤسسة الرسالة . بيروت ( 1417ه ـ 1997) .
12ــ فتح الباري شرح صحيح البخاري ــ أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي ــ رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه: محمد فؤاد عبد الباقي ــ الناشر: دار المعرفة - بيروت، 1379ه
13ـ لسان العرب : محمد بن مكرم بن منظور المصري ، دار صادر بيروت ، الطبعة الأولى 1990م 15/341 .
14ــ المعجم الوسيط : أحمد الزيات وآخرون تحت إشراف مجمع اللغة العربية بالقاهرة ، نشر: دار الدعوة
15ــ الموسوعة الفقهية الكويتية : وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بالكويت /الطبعة الثالثة / إصدار وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بالكويت . الكويت (1424ــ 2003م ) .
فهرس المواضيع
مستخلص البحث باللغة العربية : 1
مستخلص البحث باللغة الإنجليزية : 2
المقدمة : 3
صعوبة البحث : 4
أسباب اختيار الموضوع : 4
هيكل البحث : 4
مادة البحث.. 5
أولاً : مفهوم النمو . 5
ثانياً : علاقة النمو بالبشر . 6
ثالثاً : الجوانب المختلفة القابلة للنمو عند البشر . 7
رابعاً : الثوابت والمتغيرات عند البشر . 9
خامساً : الفقه الإسلامي يؤسس التنمية البشرية . 10
سادساً : المفاهيم والقواعد العامة للتنمية البشرية . 11
التوصيات : 14
المراجع. 15
فهرس المواضيع. 17
[1] البقرة الآية 30
[2] لسان العرب 15/341
[3] المعجم الوسيط 2/956
[4] أخرجه أبو داود (2500) والترمذي (1621) وقال حسن صحيح .
[5] تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي ( ج5ــ ص241)
[6] ) الحج آية 5
[7] صحيح البخاري (2692) .
[8] فتح الباري (ج5ــ ص299)
[9] الروم آية 54
[10] رواه أبو داود (4402) والحديث صحيح ثابت .
[11] الشمس الآية (9)
[12] تفسير الطبري (ج24/443)
[13] المدثر الآية 37
[14] البقرة الآية 247
[15] مسلم (2664)
[16] البخاري ( 5640)
[17] طه124
[18] الآية 15
[19] البخاري (2074)
[20] إبراهيم الآية 27
[21] نجيب الكيلاني
[22] النساء - الآية 20
[23] تنمية الموارد البشرية ـ بارك (ص275) .
[24] البقرة الآية 188
[25] تفسير آيات الأحكام 1/96
[26] ابن تيمية مجموع الفتاوى (12ــ 23)
[27]إدارة الموارد البشرية(ص8) .
[28] الموسوعة الفقهية الكويتية ( ج20ــ ص41) .
[29] البخاري (2082)
[30] دور استراتيجية تفعيل الموارد البشرية ــ مغريش عبدالكريم ( ص132)
[31] الإسراء - الآية 70
[32] العلامة الكبير ذو الفنون فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين القرشي البكري الطبرستاني الأصولي المفسر كبير الأذكياء والحكماء والمصنفين ولد سنة أربع واربعين وخمسمائة بدت في تواليفه بلايا وعظام وسحر وانحرافات عن السنة والله يعفو عنه فإنه توفي على طريقة حميدة مات بهراة سنة ست وستمائة (سير أعلام النبلاء (ج21ــ ص500) .
[33] تفسير الرازي (ج7 ــــ ص14) في تفسير الآية (70) سورة الإسراء .
[34] الرعد آية (11)
[35] النساء - الآية 65
[36]- التنمية في الإسلام ( مفاهيم ـ مناهج وتطبيقات ) : ابراهيم العسل ، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، (ط1) بيروت 1996 ، ص59 .
[37]- أخرجه الإمام أحمد في مسنده حديث 12902 والبخاري في الأدب المفرد حديث 479 . وإسناده صحيح على شرط مسلم .
[38]- محمد عبد الرؤف بن تاج العارفين ابن علي بن زين العابدين الحدادي ثم المناوي القاهري زين الدين ولد سنة 952ه ـ من كبار العلماء بالدين والفنون ، له ثمانين مصنفاً منها فيض القدير وشرح شمائل الترمذي والصفوة عاش في القاهرة ومات بها سنة 1031هـ ، الأعلام الزركلي 6/204 .
[39]- التيسير بشرح الجامع الصغير : محمد عبد الرؤف بن تاج العارفين بن علي المناوي مكتبة الإمام الشافعي - الرياض - 1408هـ - 1988م الطبعة الثالثة 1/372 .